تجسد وتأنس

.

السقوط: كان الإنسان قبل السقوط في حالة من التوافق الكامل بين الجسد والنفس والروح في كمال نسبي وعلاقة حية مع الله و يتمتع بالمعرفة و الحرية و الإرادة النسبية، و قد أعطي الله آدم وصية و ليس أمراً إحتراماً لحرية إرادته وأن يكون خضوعه مبنياً علي الحب و ليس الخوف.

طريقة السقوط:

تساؤل خبيث من الحية موجهاً لحواء (تك ٣ . ١ – ٧).

كشف وصية الله بالكامل.

تشكيك في أقوال الله و وعوده.

إستقلالية عن الله و أن الذات الإنسانية هي التي لها سلطان التقرير المطلق فيما هو خير أو شر

و لاحاجة لله.

نتائج السقوط:

إنفصال عن الله ( تشوه صورة الله)

ترك الشركة مع الله (كسر الوصية)

فقدان النعمة الفائقة (الفناء والموت)

فقدان التوافق الإنساني (ضعف بشري)

فساد الطبيعة ( خضوع للشيطان)

الإصطدام بالناموس (ميل للخطية)

وحيث أن آدم هو أصل الجنس البشري و يمثل الواقع الإنساني فقد ورثت البشرية فساد الطبيعة (الفناء وعدم النقاوة) و هو ما يُعرَف بالخطية الجدية، وسري الموت نتيجة هذا السقوط لكل البشر:

سري إلينا بسبب وحدة الطبيعة الإنسانية.

تعدي الجميع الناموس ليس في آدم بل في الواقع الإنساني.

كل مَنْ يُولَد من آدم يُولَد خاضعاً للموت (بلا شركة في الله بالروح القدس).

من هنا كانت حتمية التجسد (المسيا المنتظر)

الشروط الواجب توافرها في المسيا المنتظر لكي يخلص البشرية:

طبيعة ناسوتية لأن الذي أخطأ هو الإنسان

غير مخطئ

طبيعة غير فاسدة

كامل

أزلي

غير محدود

من طبيعة فائقة تفوق الطبيعة البشرية

له سلطان أن يدحض الموت بالقيامة

إن طبيعتنا الساقطة تحمل نوعين من الخطايا:

الخطية الجدية التي ورثناها من آدم.

الخطايا الفعلية بسبب الضعف البشري الذي سري إلينا.

إن الخطية الجدية هي خطية مركبة أصابت طبيعتنا بالفساد فأخرج الله الإنسان من جنة عدن لكنه أعطي وعوداً لآدم و حواء تحقيقاً لتدبير الخلاص الذي تم بالفداء و الخلاص:

"أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه"  (تك ١٥:٣).

"بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب ٢٢:٩) حيث أن الدم في العهد القديم يعني الحياة.

"أجرة الخطية هى موت" (رو ٢٣:٦)  بكل أشكاله سواء كان موت روحي أو جسدي أو أدبي أو أبدي. "النفس التى تخطئ هى تموت" (حز ٤:١٨).

لذا كان الإنسان في حاجة إلي خلقة جديدة تموت فيها هذه الطبيعة الفاسدة ولا يصبح للموت سلطان علي الإنسان وليس للخطية أو الشر أي قوة عليه. لكن كيف يحدث هذا بقوة الإنسان الذاتية؟! إن الأمرأشبه بطفل صغير يتعلق بشئ ما عالي جداً لكنه ترك هذا الشئ و سقط فمهما حاول بقدرته الذاتية الإرتفاع مرة أخري لهذا لن يستطيع. فلابد من وجود شخص ما علي مستوي هذا الإرتفاع الشاهق و يمكنه في نفس الوقت أن يمد يده للطفل لكي يعيده مرة أخري كما كان من قبل. هذا هو ما قام به السيد المسيح في تجسده بلاهوته المتحد بناسوته لكي نتحد به و نموت و نقوم فيه لكي يرفعنا مرة أخري للجلوس معه في السماويات و يصبح لنا ميلاداً جديداً و خلقة جديدة . فالسيد المسيح له كل المجد جاء بميلاده الجسدي في بيت لحم و أخلي ذاته حين أخذ جسداً من بطن العذراء وشابهنا في كل شئ ماخلا الخطية وحدها في ملء الزمان لكي يعطينا ميلاداً روحياً في الكنيسة في بطن المعمودية لكي نقوم فيه و يصير لنا ميلاداً جديداً في ملء الخلود.